على هامش رواية "أسنان شيطان" للروائي المغربي عزيز بنحدوش بقلم الأستاذ و الفاعل الجمعوي السعيد بابا


"لن يسمح أهل الجزيرة لأحد،مجددا بالدخول الى عقولهم بأقدام متسخة ،كما قال الرجل الهندي،غاندي: عندما لا يخاف المواطن من الوطن تبدأ الحياة، وربما يخرج أيور و تودرت من عالم الأشباح الى عالم الحقيقة، بعدها لن يضغط ادريس زر الإرسال." جزيرة الذكور ، ص 110
من بين دروب جزيرة الذكور و من أعماق "تِمْغَلْدْتْ" قرر ادريس العودة مرة أخرى للحياة ، ليسرد علينا حكايته مع الإنسان، في مختلف تجلياته وعلاقاته ومواقفه من الأحداث و الشخوص التي تؤثث فضاء الوجود والهوية و الإنتماء لجزيرة الذكور.
"لم يتقمص ادريس دور الفيلسوف ، فقد كان محللا نفسيا ،حاول تأويل كل المعطيات المقدمة ليصل إلى لاشعور الحكاية و الأسطورة، في المجال الخصب لمن أراد أن يحقق معرفة بأصول العقل البشري.
سيستمر النباح، إذا، فقد صار الزمن للكلاب مطية ، لكن ليس للابد.
كانت خطابات ادريس قاسية، مؤلمة، موجعة وواقعية، جارحة أحيانا ، لكنها كانت تستهدف الحرية و أصالة الهوية التي لا يمكن ان تباع إو تشترى، ومن غير المقبول أن تزور كذلك." أسنان شيطان ص: 15
الروائي عزيز بنحدوش عبر روايته الجديدة " أسنان شيطان" يؤكد أن الإبداع مهما تنوعت تلاوينه و اختلفت أشكاله بلسم يجعل جراح النفس تتماثل للشفاء، فهو بهذا المعنى مخلص للإنسان من تناقضات الواقع، و الساعي لتحرير الذات الإنسانية من الخوف و القهر و اليأس من التغيير.
إنها محاكمة وجودية للنفس البشرية المفطورة على الأنانية ، ودعوة صريحة لتمجيد الإنسان في الإنسان ، و إزالة أقنعة الزور و التشبيح عنه، و إعلاء منطق القيم النبيلة في مقابل مواجهة كل قيم الجشع و الطمع و الشر التي تنخر كيان المجتمع و تضعف من مناعته.